المصدر: جريدة الاهرام 23/6/2013
سوهاج ــ بلال عبدالعظيم:
يعيش الآلاف من أبناء محافظة سوهاج رحلة عذاب يومية بين سجلات الأحوال المدنية بالمراكز ومركز إصدار الرقم القومي بعاصمة المحافظة علي طريقة كعب داير، وامتدت الطوابير لمسافات طويلة منذ السادسة صباحا وحتي الثامنة مساء وافترشت السيدات الأرض سعيا لاستخراج شهادة ميلاد لإلحاق الأبناء بالمدارس والكليات العسكرية ولإضافة المواليد لبطاقة التموين.
وعلمت الأهرام أن سبب الأزمة الخانقة ومعاناة الأهالي تعود إلي نقص الكمية المخصصة للمحافظة من شهادات الميلاد الخام تبلغ نحو25 ألفا في الأسبوع في حين أن الكمية المطلوبة هي100 ألف شهادة أسبوعيا الأمر الذي أدي إلي توقف العمل, علاوة علي وجود عجز في العمالة يصل إلي70 موظفا, والمفاجأة الأكبر أن مركز الإصدار الذي يستخرج نحو4 آلاف شهادة ميلاد يوميا ونحو500 بطاقة رقم قومي لا يوجد به سوي ضابط واحد هو مدير المركز وضابط آخر للفترة المسائية, الأمر الذي يؤدي إلي إحداث مشكلات واشتباكات بالأيدي والألفاظ بين المواطنين والموظفين.
وتقول إنعام محمود أحمد من مركز جرجا إنها تقف منذ الساعة الثامنة صباحا وحتي الرابعة عصرا للحصول علي شهادة ميلاد وزواج وتحمل فوق ذراعها طفل لم يتعد شهره الثاني في درجة حرارة تتعدي40 درجة, وتتساءل من المسئول عن ذلك ولماذا لا يكون هناك مراعاة لأصحاب الظروف القهرية وأصحاب الاحتياجات الخاصة, وتضيف متسائلة لماذا لا يكون هناك استعداد لمثل هذه المواسم مثل التقديم للمدارس والجامعات والعائدين من الخارج الذين يريدون تحديث بياناتهم, علاوة علي إضافة مواليد لبطاقة التموين. ويضيف أحمد إبراهيم أنه لم يشفع له كبر السن في الحصول علي شهادة ميلاد لأحفاده لإضافتهم لبطاقة التموين بسبب البطء الشديد وتوقف أجهزة الحاسب الآلي أكثر من مرة, وطالب وزير الداخلية بالنظر في هذه المشكلات كما طالب بتحصيل ثمن شهادة الميلاد مع استمارة الإضافة للتموين واستخراجها من خلال مكاتب التموين للقضاء علي ظاهرة الوساطة والمحسوبية.