المصدر : جريدة اليوم السابع 4/10/2020
كتب – محمود مقبول
الرئيس عبدالفتاح السيسى هو كلمة السر فى إنجاز أى مشروع متوقف أو مشروع من الصعب إنجازه، حيث ينحاز الرئيس دائما لرغبات المصريين واحتياجاتهم، وهذا ما وضح جليا من خلال إصداره تعليمات مشددة بسرعة الانتهاء من متحف سوهاج القومى الذى توقف العمل به مند 30 عاما تقريبا، والآن أصبح منارة ومتحف من أهم المتاحف القومية على مستوى مصر بما يحتويه من قطع أثرية تمثل حقبا تاريخية فارقة فى تاريخ مصر الفرعونية، وبلغت التكلفة الإجمالية له 72 مليون جنيه تقريبا.
متحف سوهاج جاء تلبية لمطالب أهالى محافظة سوهاج لتشغيله بعد أن كان مبنى قابع على ضفاف النيل تسكنه الأشباح والأن وفى عهد الرئيس أصبح منارة للإشعاع الحضارى ليس لأهالى سوهاج فقط بل أصبح منارة حضارية لطلاب الجامعات فى مختلف التخصصات ولطلاب المدارس ليتعلموا من تاريخ أجدادهم ويقفوا على مدى عظمتهم وتسيدهم للأم.
الرئيس السيسى يوم "الأحد " 12 / 8 / 2018 حقق الحلم وأفتتح متحف سوهاج القومى، ورافق الرئيس السيسى خلال الجولة التفقدية فى المتحف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والدكتور خالد العنانى وزير الآثار وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، واستمع الرئيس السيسى الى شرح مفصل من قبل خالد العنانى وزير الآثار عن تاريخ هذا المتحف الأثرى القديم، وأكد أن المتحف بدأت فكرته فى الثمانينيات بهدف إنشاء متحف يليق بحضارة هذه المحافظة العريقة، وقال إنه تم ضم مساحة 950 مترا للمتحف لكى يكون المسطح 6500 متر مربع، لافتا إلى أن المتحف يضم 6 قاعات للعرض ونحو ألف قطعة أثرية.
والمتحف يتكون من طابقين الطابق الأول ويتكون من 6 قاعات، بالإضافة لساحة كبيرة بينهما، وسيغطيها هرم ممثلا فى تمثال لرمسيس الثانى الضخم، أما القاعات الـ6 فتمثلها الملكية حيث خرجت ملوك الأسرة الثانية من محافظة سوهاج، ويعبر عنها قطع أثرية مختلفة كتب عليها أسماء هؤلاء الملوك، وأيضًا مدينة أخميم والتى اشتهرت عبر العصور بنسيجها، لذا اهتموا باختيار قطع أثرية تمثل ذلك التاريخ من صناعة النسيج عبر العصور، وأيضًا الأسرة الصعيدية بفكرها المختلف وتميزها بعادتها وتقاليدها المختلفة، وماذا عن الحياة اليومية لتلك الأسرة، من مأكل ومشرب أو ملابس أو صناعة أو غيرها، ثم التراث الشعبى لمحافظة سوهاج، والذى تم اختيار قطع أثرية تمثله عبر العصور.
والدور الأرضى ويمثله فكرة الإيمان، وكيف بدأ المصرى القديم موحدا ولديه العديد من المعبودات التى تمثل تلك الأسماء للمعبود الخفى، وأيضًا الفكر الدينى للمصرى القديم فى الحياة والممات، فالحياة تمثلها الحفاظ على العدالة وحسن المعاملة واحترام الكبير والصغير وتجهيز الحياة الأولى للأخرة من حسن العمل وتقوى العبادة، أما الحياة الآخرة فتوضح كيف جهز لها المصرى القديم مقبرته بداية من التحنيط بعد الموت انتظا ر للحساب والثواب والعقاب.
ثم تنتقل قصة العرض المتحفى إلى أحد المناسك المهمة، والتى تمثلت وخرجت من أرض سوهاج بمدينة أبيدوس، وهى الحج إلى أبيدوس وإلى معبودة أوزوريس، ومنها تؤكد قصة العرض بأن الحج أحد المناسك التى بذلت منذ القديم، واستمرت عبر العصور وتغطيها قطع أثرية تعبر عن ذلك فى العصر الفرعونى واليونانى والقبطى ثم تنتهى القصة بالحج إلى الأرض المقدسة ومن هنا تتضح الصورة، وكيف كان المصرى متدينًا ومحافظًا على العلاقة الحميمة بينه وبين الله، بذلك تنتهى رحلة العمل لمتحف سوهاج قريبًا تمهيدًا لافتتاحه والمتحف يحوى ما يقرب من 811 قطعة أثرية مختلفة الأنواع وسيتراوح سعر التذكرة للمصريين بحوالى 20 جنيها و10 جنيهات للطلبة.
والمستعرض لتاريخ المتحف يعرف ما قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لأهل سوهاج من خلال ذلك الصرح الحضارى الذى أصبح الأبرز بين محافظات الصعيد وتكريما لأهل سوهاج قام الرئيس بافتتاحه بنفسه.
ومتحف سوهاج القومى وضع حجر الأساس الخاص به اللواء ثروت عطا الله، محافظ سوهاج الأسبق، فى عام 1981، بغرض تجميع القطع الأثرية المهمة والنادرة به لوضع المحافظة على الخريطة السياحية، وذلك لأن المحافظة بها تركيبة أثرية لمختلف العصور (فرعونى وقبطى وإسلامى ويونانى رومانى وبطلمى) وعقب وضع حجر الأساس قامت هيئة الآثار المصرية بالاعتراض على مكان المتحف ونُقل المحافظ إلى محافظة أخرى وترك الوضع على ما هو عليه.
وفى عام 1989 أصدر اللواء حسن الألفى، وزير الداخلية الأسبق، الذى كان محافظا لسوهاج، قرارا حمل رقم 173 لسنة 1989، بتخصيص 8700 متر على النيل من الناحية الشرقية بمدينة ناصر لبناء المتحف وقام وقتها بدعوة فاروق حسنى، وزير الثقافة فى ذلك الوقت ليقوم بوضع حجر الأساس الخاص بالمتحف فى الأول من مايو 1990، وأكد وزير الثقافة، وقتها ضرورة سرعة الانتهاء من إنشاء المتحف نظرا لما يمثله المتحف من أهمية تاريخية وسياحية لمصر بصفة عامة وسوهاج بصفة خاصة.
وفى عام 1991، تم عمل التصميمات والرسوم الهندسية الخاصة بالمتحف وظلت تلك الرسومات والتصميمات حبيسة الأدراج حتى تم تعيين اللواء محمد حسن طنطاوى، محافظًا لسوهاج، وتم طرح بناء المتحف بمزاد علنى وتم الترسية على أحد المقاولين واستلم المقاول الموقع فى منتصف يونيو 1993 وتم وضع مدة زمنية لعملية الإنشاء على أن يتم تسليمه فى فبراير 1995.
بعد استعراض تاريخ المتحف القومى لسوهاج يتضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسى دائما ينحاز للشعب ويحقق أمنياته.