المصدر: جريدة اليوم السابع 10/12/2014
كتب لؤى على ـ سوهاج ـ محمود مقبول
شهدت محافظة سوهاج أمس، إنهاء أكبر خصومة ثأرية بين عائلتى الشيمى وأبو نحيلة، والتى استمرت على مدار 3 أعوام، راح ضحيتها 13 مواطنا، وذلك فى حضور 20 ألف مواطن. جاء ذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنهت لجنة المصالحات بالأزهر الشريف على أحد أكبر الخصومات الثأرية فى صعيد مصر بقرية برديس بين عائلتى الشيمى وأبو نحيلة فى الخصومة التى استمرت أكثر من ثلاث سنوات، راح ضحيتها 13 فردا من العائلتين والعائلات الأخرى من خارج القرية عن طريق الخطأ. وفى بداية توقيع اتفاق المصالحة، قال فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر، إننا بأفعال أهل"برديس" نقتدى ونهتدى، موجها حديثه لعموم المصريين والمسلمين، مطالبا الإعلاميين بتوجيه الكاميرات إلى الجالسين ليشاهد العالم كله والمصريون خاصة، هذا الفرح العظيم بين أهل برديس لإتمام الصلح والعيش فى أمان. وأبلغ الحضور تحيات ومباركة فضيلة الإمام الأكبر، وأنه يباهى بأهل برديس لرغبتهم فى الصلح، لأنه سلوك يجب أن يفتخروا به، لتغلبهم على الأحزان والآلام والاجتماع بقلوب بيضاء ووجوه يشع منها النور. ووجه الشكر للإخوة المسيحيين لحضورهم قائلا لهم "زنتم حفلنا فأنتم مع علماء الأزهر مثل وقدوة لمصر الحقيقية وليت جميع المصريين يتأسون بكم ويقتدون بكم لأنكم تضربون المثل العلى لكل أصحاب الجراح والآلام فى السعى للخير والسلام". وأضاف أن درجات الصلح أربع، أولها أن يأخذ الإنسان حقه عن طريق السلطات، ولكن الأفضل أن يسلك مسلك العفو والصلح، قال تعالى "والكاظمين الغيظ".فلا تمتد يده بالإيذاء وهذا حسن، ولكن الأفضل منها "والعافين عن الناس" بأن يتغلب الإنسان على غيظه فيعفوا ويصفح، أما الأعلى شأنا "والله يحب المحسنين"، فأهل برديس لم يكتفوا بل ارتفعوا فكانوا من المحسنين وبرهنوا بفعلهم على أن أبناء سوهاج نفخر بهم جميعا. وقدم الشكر إلى جميع المتألمين ومن أصيبوا فى هذه الأحداث عن طريق الخطأ من خارج القبيلتين بمبادرتهم بالعفو، طالبا من كل واحد منهم أن يحتسب أجره عند الله ويفخر بنفسه بأنه عفا وأحسن، وكذلك رجال الأمن ومحافظ سوهاج والجنود الذين يقفون بالخارج وتقدير الأزهر وشيخه لكل من ساهم فى هذا العمل الخير. وطالب بمنح جائزة خاصة لكل مسئول يعمل رأب الخلاف وتحقيق الصلح بين المتخاصمين فى كافة أنحاء مصر، موجها رسالة للحضور "العفو من شيم الكرام والملائكة تباهى بكم فى السماء والله يباهى بكم سائر خلقه، ونحن نباهى بكم محافظات مصر"، داعيا جميع أصحاب الخلافات أن يقتدوا بما تم فى سوهاج ليعم السلام كافة ربوع مصر، فنحن أمة واحدة مسلم ومسيحى ومن لا دين له طالما يعيش على أرض الوطن فالدين لله والوطن للجميع. وقال الشيخ محمد زكى الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر وعضو لجنة المصالحة، إن شيخ الأزهر أصدر تكليفاته للجنة المصالحة بالأزهر بالعمل ليل نهار من أجل تحقيق المصالحة بين أبناء سوهاج فور إعلان أهالى القرية رغبتهم فى تدخل الأزهر الشريف لإتمام المصالحة، فقرر تشكيل لجنة برئاسة وكيل الأزهر لإتمام المصالحة، مؤكدا أن منهج الأزهر فى تحقيق المصالح ملتزم بكتاب الله وسنة رسوله فهو الدستور الذى نعمل من خلاله. وقال اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج، أن حضور الأزهر وهذا المشهد الكبير من أبناء برديس يحتاج أن يكون ضمن أكبر موسوعة عالمية للخير متوجها بالشكر لأهالى القرية والعائلتين والعائلات التى تضررت بالقتل الخطأ وتجاوبهم مع الصلح. وأضاف أن بناء مصر يتطلب إرداة حقيقية، وهى إرادة موجودة من جميع المسئولين فى الدولة لتعويض الصعيد وإعطائه حقه كاملا، فلابد أن نحقق الاستقرار والأمن بين جميع أبناء الصعيد لتهيئة مناخ العمل والاستقرار لجذب الاستثمارات. وتمنى مدير أمن سوهاج اللواء إبراهيم صابر إنهاء جميع الخصومات فى مصر، مشيدا بجهود أهل القرية وإصرارهم جميعا على حضور الصلح، مما يؤكد على موقف الشهامة والنبل، مطالبا برأب الصدع ومواجهة أصحاب الفتنة ووقف كل محاولتهم لاستمرار الخصومات من أجل عودة الأمن والاستقرار للقرية. وأشاد بدرو الأزهر الشريف فى إتمام المصالحة لثقة الناس به، لأنه يسعى للإصلاح وفق المنهج الشرعى من الكتاب والسنة. قام أحد الأهالى من الحضور مطالبا المسئولين بالدولة الاهتمام بصعيد مصر، لأنه يحتاج إلى توعية من الأزهر والكنيسة فالصعيد به أفضل العلماء فى كافة المناصب فى مصر. وفى ختام الاحتفال قام علماء الأزهر بتطبيق حد القسامة على عائلة أبو نحيلة لعائلة الشيمى أمام أهال القرية، لإعلان براءتهم من قتل أحد أبناء الشيمى وسط فرحة عارمة من أهالى القرية، وتم إعلان تقديم العزاء عند العائلتين أبتداء من ألامس.