المصدر : جريده الاهرام 4/6/2018

سوهاج ــ نيفين مصطفي

«الأوزريون» اسم لا يعرفه إلا المشتغلون بالآثار فى سوهاج.. مبنى ذو طبيعة مائية خاصة منذ نشأته وهو يحاكى ما يعرف بالمحيط الأزلى فى الفكر المصرى القديم وقد نشأ على عيون مائية جوفية قديمة هذا المبنى المبهر الذى يقع خلف معبد سيتى الأول فى منطقة آثار أبيدوس بمركز البلينا، وهو بناء سرى ليس له مثيل فى كل المبانى السرية التى تم العثور عليها بالمنطقة، مدخله من الناحية الشمالية يؤدى الى ممر طويل ضيق عرضه 2.26 متر تقريبا ينتهى جنوبا بحجرة الاستراحة يقطعها شرقا ممر ضيق يؤدى الى قاعة مستطيلة ثم قاعة وسطى عظيمة تحتوى على جزيرة فى وسطها تحيط بها قناة فى الجانب الغربى والشرقى ومن تلك القاعة يوجد درجان يوصلان الى قاع القناة المملوءة بالمياه.

   هذا ما أكده الباحث الأثرى أشرف عكاشة مدير منطقة آثار ابيدوس واضاف ان مصدر تلك المياه بـ «الأوزريون» قناة فرعية  كانت تصل من نهر النيل الى «الأوزريون» مارة أسفل معبد سيتى الأول وهو ما ورد ذكره فى كتاب «وصف مصر» الجزء الثالث والعشرين المترجم باللغة العربية عن فروع نهر النيل ومنها الفرع الذى كان يصل الى مرسى معبد سيتى الأول وكذلك هناك تفسير جيولوجى يتعلق باتجاه المياه الجوفية التى يتحتم عليها الاصطدام بالهضبة الجبلية غرب الأوزريون ومن ثم الارتداد الى موضع الأوزريون .. وعلى ذلك ـ والكلام ما زال لمدير منطقة آثار ابيدوس ـ يكون « الأوزريون » مبنى مائى الأصل يرجع تدفق المياه به الى زيادة مناسيب مياه نهر النيل خاصة بعد انشاء السد العالى أو تنتج عن وجود منازل قرية العرابة المدفونة التى ترجع لأكثر من 100 عام واراض زراعية قديمة ومستحدثة. وقد تسبب التدخل العمرانى والزراعى فى زيادة تدفق مياه الصرف الصحى والصرف الزراعى لمياه « الأوزريون « فيما عدا السدة الشتوية، حيث تنخفض المياه عن منسوب الأرضية وتظل غامرة للعيون والقنوات الأصلية فقط.