المصدر: جريدة اليوم السابع 18/12/2017
كتب – محمود مقبول
تجربة فريدة من نوعها، انطلقت بمحافظة سوهاج، فى البداية كانت بالعاصمة، دشنها الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج، ورسم ملامحها شباب يعشق تراب هذا الوطن، حيث حولوا القبح إلى لوحات فنيه غنيه بكل الألوان المبهجة الشوراع التي كانت تحوى كميات من القمامة والتراكمات، أصبحت الأن الشوارع غير الشوراع، وكما يقول الأهالى في البداية كنا نعرف الشوراع بما تحويه من مخلفات، والأن نعرفها بما تحويه من رسومات مبهجة أكشاك الكهرباء الموحشة تحولت لقطارات وباقات من الزهور الجدران، أصبحت تحكى التاريخ الفرعونى القديم لتذكر الأجيال الجديدة بمدى تقدم الأجداد.
الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج، وصاحب المبادرة قال لـ"اليوم السابع"، إننى أثناء مرورى بالشوارع لمتابعة عمليات النظافة بها، لأحظت أن المواطن بعد نقوم برفع المخلفات يقوم مرة أخرى بوضع مخلفات جديدة بالمكان دون النظر لما نقوم به من جهد في محاولة للحافظ على البيئة، فقررت أن يكون هناك تغير والتغير يجب أن تكون فيه مشاركة مجتمعية لكى يحافظ الجميع على البيئة، وعندها أطلت مبادرة الحياة الألوان بمشاركة مع الشباب الذين يعيشن بالمنطقة، والتي كان لها مفعول السحر كل منطقة شاركت في إعادة تشكيل المنطقة ورسمها بالألوان، أصبحت هي من تحافظ عليها بعد أن قامت بعملية التجميل.
وأضاف المحافظ، أن مبادرة الحياة ألوان بدأت بتلوين أكشاك الكهرباء المنتشرة بشوارع حى شرق سوهاج بطريقة فنية مبتكرة فى الكتابة والرسم، وحملت عبارات تثقيفية متنوعة لدعم ثقافة الجمال لدى المواطن السوهاجى، وبث روح الاهتمام والمحافظة على نظافة الشارع، وظهوره بالمظهر الحضارى الذى يليق به كمواطن .
وأوضح المحافظ، أنه تم إطلاقها منذ بداية مايو الماضى بحى شرق سوهاج، تم نقلها إلى مراكز طما وجهينة وجرجا والمراغة وحى غرب وحى شرق والبلينا ومدينة سوهاج الجديدة وجهينة، ويعمل بها أكثر من 800 موهوب من الفتيات والشباب، حولوا التلوث البصرى إلى بورتوريه ولوحة فنية ذات ألوان مبهجة، وليس هذا فقط بل ما يتم يحمل فيه عبارات تثقيفية وتحفيزية للمواطنين على ضرورة الحفاظ على البيئة، وعدم إلقاء القمامة بالشوارع أو بجوار أكشاك الكهرباء هذا المبادرة غيرت كثيرا فى سلوكيات المواطنين، وأصبحوا هم أنفسهم من يحثون بعضهم البعض على الحفاظ على البيئة والشوارع والإبقاء عليها بقدر الإمكان جميله ونظيفة .
وأكد، أننا مستمرون فى تفعيل المبادرة ليس فقط بالمراكز والمدن والأحياء، بل سوف تصل إلى القرى والنجوع، سوف نغير سلوك المواطنين بالفن، لأن الفن له تأثير عجيب على الجميع، والصورة الجميلة ما تترك انطباعا لدى المواطن، وتظل عالقة بالأذهان لفترات طويلة ومن السهل استدعاؤها وتذكرها مرة أخرى.
ومن جانبه، قال أحمد شاكر رئيس مركز ومدينة طما، أن المبادرة الأن وصلت إلى طما، وقد بدأنا بالشوارع الرئيسية ومستمرون فى كافة الشوراع الفرعية لتحويل المدينة بأكمالها إلى صور جمالية مبهرة، تساعد على الراحة النفسية، وأن المبادرة كل من يعمل فيها هم متطوعون من شباب المركز، حتى أن هناك من الجمعيات والأهالى من يقوم بالدعم ومساعدتنا بالألوان، المبادرة لن تقتصر على المدينة فقط، بل قمنا بإخراجها من حيز المدينة الضيق إلى القرى، وقد بدأت عملية التجميل بمداخل القرى بكوم العرب ومشطا وسوف نصل إلى باقى القرى بكل أنحاء المركز.