المصدر: جريدة الاهرام 26/1/2017
الرئيس السيسى فى كلمته بمناسبة الذكرى السادسة لثورة يناير:
ثورة 25 يناير ستظل نقطة تحول فى تاريخ مصر
ثورة يونيو 2013 صححت المسار واسترد الشعــب حقه فى الحفاظ على هويته وتقرير مصيره
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن ثورة 25 يناير ستظل نقطة تحول فى تاريخ مصر ، مشيرا إلى أن الثورة عبرت عن رغبة المصريين فى التغيير، وتطلعهم إلى بناء مستقبل جديد للوطن.
وأضاف الرئيس ، فى كلمته بمناسبة ذكرى ثورة يناير، أن الآمال كانت كبيرة فى بدايات الثورة وكذلك كان الشعور بالإحباط غير مسبوق، عندما انحرفت الثورة عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية، فكانت ثورة الشعب من جديد فى يونيو 2013، لتصحح المسار ويســترد الشعــب حقــه فى الحفاظ على هويته وتقرير مصيره، وكفاحه ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام، بينما يخوض فى الوقت نفسه، معركة كبرى للتنمية والإصلاح فى الاقتصاد والسياسة وجميع أوجه حياة المجتمع..وفيما يلى نص كلمة الرئيس
بسم الله الرحمن الرحيم
شعــب مصـــر العظيــم،
نحتفل اليوم بالذكرى السادسة لثورة الشعب المصرى فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011، تلك الثورة التى عبرت عن رغبة المصريين فى التغيير، وتطلعهم إلى بناء مستقبل جديد لهذا الوطن، يعيش فيه جميع أبناء الشعب كراماً تحت راية العلم المصرى الخفــــاق.
شعب مصر العظيم،
ستظل ثورة يناير نقطة تحول فى تاريخ مصر، حين كانت الآمال كبيرة فى بدايتها، وكذلك كان الشعور بالإحباط غير مسبوق، عندما انحرفت الثورة عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية، فكانت ثورة الشعب من جديد فى يونيو 2013، لتصحح المســـار ويســترد هــذا الشعــب حقــه فى الحفاظ على هويته وتقرير مصيره، وكفاحه ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام، بينما يخوض فى الوقت نفسه، معركةً كبرى للتنمية والإصلاح فى الاقتصاد والسياسة وجميع أوجه حياة المجتمع.
وإننى لعلى ثقة كاملة أن التاريخ سينصف هذا الجيل من المصريين الذى تحمل خلال السنوات الماضية ما يفوق طاقة البشر، مستعيناً فى ذلك بمخزون الحكمة الخالد لدى الشعب المصري، فاستطاع أن يحافظ على بلاده من الخراب والتدمير، وشرع فى إصلاح الأوضاع الاقتصادية بشجاعة وإصرار، متحملاً فى سبيل ذلك الصعاب كافة، دون أن يلين عزمه، أو يقل تصميمه.
شعب مصر الكريم، إن تقييماً موضوعياً لتطور الأوضاع فى مصر خلال السنوات الماضية، يؤكد لنا أننا سائرون على الطريق الصحيح، استكملنا البناء المؤسسى لأركان دولتنا، من دستور وبرلمان يعبران عن إرادة الشعب، ومن تعزيزٍ حقيقيٍ لمبدأ الفصل بين السلطات، واحترامٍ لسيادة القانون، وإعلاءٍ لقيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك.
كما أننا مستمرون فى مواجهة الإرهاب البغيض، حتى نقتلع جذوره تماماً من أرض مصر، وفى الوقت نفسه لن يثنينا شيء عن مواصلة الحرب على الفساد، الذى لا يقل خطره عن خطر الإرهاب، وكل ذلك بينما نستمر فى إصلاح الاقتصاد، وتشييد المشروعات التنموية العملاقة فى كل شبر من أرض مصر، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، وتحسين بيئة الاستثمار المحلى والأجنبي، لتحقيق آمال كل مصرى ومصرية فى مستقبل مشرق، واقتصاد حديث مزدهر، ودولة وطنية راسخة توفر لجميع مواطنيها فرصاً متساوية فى الحياة الحــــرة الكريمــــة.
شباب مصر الشرفاء، إن كفاحنا وجهودنا خلال الأعوام الستة الماضية لم تذهب سدي، بل أثمرت واقعاً جديداً نبنيه جميعاً بجهودنا المخلصة وإنكارنا للذات.
إن طاقة التغيير لديكم كانت دافعاً لهذا الوطن لأن ينهض وينطلق على طريق الديمقراطية والتنمية، وأقول لكم أن وطنيتكم وحماسكم المتدفق له كل التقدير والاحترام، فنحن الآن فى احتياج لجهودكم الصادقة على طريق الإصلاح والبناء والتنمية، فالأوطان الكبيرة مثل مصر لا تتغير أوضاعها تغيراً جذرياً بين عشية وضحاها، وإنما يتم ذلك من خلال العمل الدؤوب والصبر، ومزيد من الجهود لترسيخ دعائم المواطنة الكاملة والحريات السياسية والاجتماعية والشخصية، والحفاظ على سلامة واستقرار هذا الوطـن العزيــز الغالي.
أبناء مصر الكرام، تحية تقدير واعتزاز لجميع الشهداء من أبناء الشعب المصرى الذين ضحوا بأرواحهم، نقول لهم إن تضحياتهم ستظل دوماً مصدر إلهام وفخر لجميع المصريين، وإننا سنحافظ على العهد بأن تظل مصر وطنا حرا يتسع لكل المصريين، ونقول لأسرهم وعائلاتهم إنكم ستظلون تحت رعاية الوطن، وإن ذكرى أبطالكم وأبطالنا ستظل فى وجدان مصر والمصرييــــن.
كل عام وشعبنا العظيم يحيا فى أمان، وينعم بالسلام والاستقرار، ومصرنا الأبية
فى رفعـــــة وازدهـــــار وتقـــــدم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،