المصدر: جريدة الاهرام 24/8/2016
محمد عبدالهادى علام
- مصر تواجه فصيلا مدججا بالسلاح وينشر الأكاذيب
- أنا متفائل رغم كل الصعاب
- حوار مفتوح مع الشباب خلال مؤتمر شرم الشيخ الشهر المقبل
- إيجابيات كثيرة لثورة 25 يناير ونعمل على تلافي السلبيات
- العفو قريبا عن 300 شاب يستند لمعايير حقوق الإنسان
- المعركة مع أهل الشر فى فصلها الأخير
- أنا رهن إرادة الشعب..دائما
- شريف إسماعيل من أكفأ رؤساء الوزراء .. ولدينا وزراء عالميون مثل محمد شاكر وآخرون أكفاء
- قريبا .. أخبار سارة للمرأة المصرية التي لم يغب عنها هدف الحفاظ على بقاء الدولة
- ألتقي بسطاء الناس وانطباعي مختلف عما يتم الترويج له بأنهم " غضبانين وزعلانين"
- محمد حسنين هيكل الوحيد الذى قرأت كل إنتاجه .. وليس معني أن تفضل كاتبا معينا أن تتفق رؤيتك مع رؤاه
- 6 أغسطس 2015 يوم افتتاح قناة السويس الثانية أسعد أيام حياتى
- انتخابات المحليات المقبلة خطوة مهمة على طريق النضج السياسى
- للأسف هناك من يتحدثون فى موضوعات دون تدقيق للمعلومات وفى مسائل تتعلق بأمن البلاد على غير أساس من الحقيقة وفى قضايا دون دراية أو خبرة
فتح الرئيس عبدالفتاح السيسي عقله وقلبه في الحوار الممتد لسبع ساعات مع الصحف القومية تطرق خلاله لقضايا الداخل والخارج وأبحر في عمق الأزمات التي تكبل انطلاق الاقتصاد المصري إلى آفاق جديدة وحاول تشخيص أعراض الحالة الاقتصادية من واقع مايراه يوميا من موقعه على رأس السلطة.
وتبدو قضية تأهيل القيادات حاضرة في ذهن الرئيس ويسعي إلي إحالتها إلي واقع ملموس في المستقبل.
وقال إنه يأمل أن تكون انتخابات المحليات المقبلة خطوة علي طريق النضج السياسي وتأهيل جيل جديد من السياسيين كاشفا عن وجود برنامج جديد لتأهيل كوادر قيادية علي مستوي الدولة في القريب العاجل وتناول الرئيس قضية حقوق الإنسان من منظور أوسع حيث تحدث من جديد عن الحق الأكمل للمواطن المصري في التمتع بحقوقه وأن تلك الحقوق يأتي في مقدمتها الحق في الحياة والحق في الأمن والحق في المأوي والحق في العمل ضمن حقوق أخرى..
ولأن الإعلام هو ضلع مكمل للتجربة الديمقراطية, شدد السيسي علي ضرورة نضج تجربة الإعلام المصري وتحمله المسئولية الوطنية وقال إن بعض مايقال عن مصر في إعلام الخارج هو انعكاس لبعض مانقوله في إعلام الداخل.
وقبل الختام.. يقدم الحوار الممتد مع السيسي صورة رحبة للرجل الذي يتحمل المسئولية الوطنية في مرحلة شديدة الدقة ويربط هذا الحوار بين رؤية الرجل للسياسة الداخلية ونظرته للسياسة الخارجية والعلاقات في الإقليم ومع الدول الكبري.
وقد غاص حوار الساعات السبع في شخصية رئيس الدولة ورأيه في قضايا متراكمة وأخري طارئة إلا أنه في كل الأحوال يجيب بلا تردد وعن وعي أن أقصر الطرق للوصول إلي شعبه هي الصراحة والوضوح مع شعبه.
فى الجزء الثالث والأخير من الحوار مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحدث فى قضايا متنوعة تخص الشأن السياسى الداخلى وقضايا إعادة تنظيم مؤسسات الدولة ومواجهة الفساد وضعف الأداء فى بعض الأجهزة التنفيذية, وغياب الانضباط المجتمعى وصولا إلى قضايا تجديد الخطاب الدينى, والحوادث الطائفية الأخيرة, وقضايا الحريات وحقوق الإنسان, ورأيه فى حالة الإعلام المصرى, وأداء الحكومة, والميداليات المصرية الثلاث فى الأوليمبياد.
فى القسم الثالث من الحوار، عاد الرئيس السيسى بالوراء أكثر من ثلاثة أعوام, وتحدث عن أجواء الثالث من يوليو ووقوف الجماعة الوطنية صفا واحدا فى مواجهة الجماعة الإرهابية، حيث أكد أن القرار المصرى كان مستقلا تماما وأنه لم يستأذن أحدا فى هذا البيان ولم يخطر أحدا قبل إعلانه وقال إن الدافع وراء القرار كان المصلحة الوطنية وحدها.
وشدد السيسى على أن الدولة المصرية تواجه فصيلا ينشر الأكاذيب والشائعات ويحمل أفراده السلاح ضد المصريين وقال إن المعركة مع هذا الفصيل الإجرامى فى فصلها الأخير.
وكشف الرئيس عن إطلاق برنامج جديد هذا العام لتأهيل الكوادر للمواقع القيادية العليا فى الدولة خاصة المحافظين والوزراء.
وتطرق الرئيس إلى دعم التجربة السياسية والأحزاب وقال إن التجربة يجب أن تأخذ فرصتها وهناك الثقة فى أننا قادرون على بناء سياسى فاعل.
وضرب الرئيس مثالا برؤيته لانتخابات المحليات المقبلة فقال إنه حريص على أن تخرج خطوة مهمة على طريق النضج السياسى.
وحول تحديث الخطاب الدينى، قال السيسى إن ما يقصده هو «تصويب فهم الدين» وحماية الناس من الاتجاه إلى التطرف. وأضاف أن هناك محاولات «جاهلة» تسيء لجهود إصلاح الخطاب الدينى بغرض إذكاء الانقسام الطائفى والمذهبى.
وجدد السيسى تمسكه بالحفاظ على حقوق الإنسان وتطوير هذه الحقوق بما لا يؤثر على الاستقرار الأمنى. وقال الرئيس إن حقوق الإنسان تشمل الحق فى الحياة, والحق فى المأوى, والحق فى الأمن, وغيرها من الحقوق..
وقال إن هناك دفعة أكثر من 300 شاب سيصدر قرار بالعفو عنهم خلال أيام تشمل شبابا شاركوا فى تظاهرات..
وتحدث الرئيس مجددا عن رأيه فى قضية الفساد، وقال إن الفساد ليس "رشوة" وإنما يشمل أيضا الجشع وإهدار الموارد والسلبية والإهمال وسوء التخطيط وسوء التنفيذ..
وعن جرائم العنف الطائفى الأخيرة، قال الرئيس إن هناك حاجة إلى جهد مجتمعى من جانب مؤسسات الدولة واستيعاب مكونات النسيج المصرى مشيرا إلى ضرورة التناول الواعى للقضية فى وسائل الإعلام.
وعن رأيه فى أداء وسائل الإعلام المصرية، قال السيسى إن هناك من يتكلمون فى موضوعات دون تدقيق للمعلومات وآخرون يتحدثون فى قضايا تمس أمن البلاد على غير أساس ودون دراسة أو خبرة، وقال إن الإعلام فى حاجة إلى أن يكون على مستوى المسئولية الوطنية، مشيرا إلى أن ما ينشر فى مصر يتم استخدامه وتوظيفه فى الخارج ضد البلاد.
سيادة الرئيس.. تحدثت فى بداية هذا الحوار عن استقلال القرار الوطنى.. هل هذا الكلام ينطبق أيضا على بيان الثالث من يوليو عام 2013، الذى أعلنته باسم الجماعة الوطنية؟
الرئيس: قسما بجلال الله.. لم نستأذن أحدا فى هذا البيان، ولم نخطر أحدا قبل إعلانه، ولم ننسق مع أحد فى القرارات التى تضمنها.
إن مبادئ الشرف والعزة والكرامة للمقاتل المصرى هى حالة مصرية. وشرف المقاتل هو كبرياؤه الوطنى. شرف المقاتل يأبى عليه أن يخون وأن يتآمر. شرف المقاتل أنه لا يتآمر ضد الرئيس ولم يرتب لعزله، وإنما حين اتخذ القرار كان دافعه هو المصلحة الوطنية وحدها. لقد ظللت أقول للرئيس الأسبق حتى عصر يوم 3 يوليو عن طريق 3 مبعوثين: بأن يقبل بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتحقيق مطالب الشعب، لكنه لم يستجب.
المعركة مع أهل الشر كما تسميهم، أو جماعة الإخوان الإرهابية كما نسميها إلى أين وصلت فصولها؟
الرئيس: نحن فى مواجهة فصيل ينشر الأكاذيب والشائعات سواء من خلال اختلاطهم بمواطنين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وهناك أناس مدججون بالسلاح يعملون ضد المصريين، وحينما أحسوا بأن الأمر خرج عن سيطرتهم وأن الغلبة ستكون للشعب وللدولة، فإن حجم المواجهة والتشبث بالقتال قائم لديهم. لكن هذه المعركة هى فى فصلها الأخير.
تحدثتم أكثر من مرة عن إصلاح الخطاب الدينى.. ما هو تأثير الخطاب الدينى الحالى على المجتمع وتماسكه؟
الرئيس: أنا أتحدث عن تصويب فهمنا للدين. فهناك تنوع فى فهم المسائل الفقهية، وليس هناك رأى واحد يفرض على الناس، وعلينا ألا ندع الناس تتجه إلى التطرف. وهناك محاولات جاهلة للإساءة لجهود إصلاح الخطاب الدينى، بغرض إذكاء الانقسام الطائفى والمذهبى.
هل الأحزاب والقوى السياسية فى وضع يتيح لها المشاركة الفعالة فى الحياة الديمقراطية.. وكيف ترى المدى الزمنى المطلوب لتبلغ التجربة المصرية حالة النضج السياسى؟
الرئيس: نحن ندعم القوى السياسية والأحزاب لدفع التجربة المصرية قدما، وعلينا أن نعطى الفرصة لتأخذ التجربة مداها وألا نتعجل وأن نتجنب حالة الامتناع وعدم الثقة فى بنيان سياسى فاعل، ونحن نحرص على أن تكون انتخابات المحليات المقبلة خطوة مهمة على طريق النضج السياسى، وأحد أهداف البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب هو تشجيع المشاركة السياسية.
هناك تفاعل فى الحياة السياسية المصرية، ونحن ندفع فى هذا الاتجاه لتحقيق التطور السياسى المنشود.
وبالمناسبة، نحن نعد الآن لوضع برنامج رفيع المستوى لتأهيل الكوادر القيادية القادرة على تولى المواقع الإدارية والتنفيذية العليا لمناصب المحافظين والوزراء، وسوف نطلق البرنامج هذا العام فور الانتهاء منه وسيلتحق به من تنطبق عليه الشروط من المتقدمين.
نأتى لقضية حقوق الإنسان وحريات الرأى والتعبير.. هناك من يرى أن التحديات الأمنية تتغول على هذه الحقوق والحريات؟
الرئيس: كإنسان، أتمسك بالحفاظ على حقوق الإنسان واحترامها، وعلينا أن ندرك أن حقوق الإنسان يأتى على رأسها الحق فى الحياة والحق فى المأوى والحق فى الأمن وغيرها من الحقوق مثل العمل والمأكل والمشرب والعلاج، وعلينا أن ننظر حولنا لنعرف قيمة الأمان فى بلادنا. ونحن نسعى لحل الإشكالية بين الاعتبارات الأمنية وحقوق الإنسان، ونطور هذه الحقوق بما لا يؤثر على الاستقرار الأمْنى. وبشكل قاطع أقول إنه لا يوجد معتقلون فى مصر، وإنما محبوسون على ذمة قضايا، ولا يتم القبض إلا على من يقوم بعمل حاد عنيف ضد الدولة، كالإرهاب أو التخطيط لتفجيرات. نحن أحرص على حقوق الإنسان والحريات فى بلادنا ممن يتحدثون عنها خارجها. لكن لابد أن ندرك أن حجم المخاطر من سقوط المؤسسات الأمنية أكبر من تجاوزات قد تحدث فى ظل وجود فصيل يحارب الدولة والشعب.
من جانب آخر.. نحن نسعى لتحديث وتطوير جهاز الشرطة واجتياز التحديات المالية والتنظيمية على طريق تحقيق هذا الهدف الذى سيستغرق بعض الوقت.
أعلنت سيادتك أخيرا الإعداد للإفراج عن دفعة رابعة من المحبوسين.. ماذا تم فى هذا الأمر؟
الرئيس: القوائم تضم أكثر من 300 شاب من أبنائنا، منهم أصحاب حالات صحية وإنسانية وأشقاء وشباب شاركوا فى تظاهرات، ومنهم تخصصات مختلفة، ومنهم صحفيون، وسوف يصدر قرار بالعفو والإفراج عنهم خلال أيام، وهنا أود أن أؤكد أنه عند تجهيز هذه القوائم اعتمدنا بشكل أساسى على معايير حقوق الإنسان بمفهومها الشامل.
شاهدنا صورتك مع ثلاثى أبطال الأوليمبياد المصريين الذين فازوا بالميداليات البرونزية، في أثناء لقائك مجموعات من شباب مصر فى يناير الماضى بدار الأوبرا عند إطلاق عام الشباب، هل جاء هذا الاختيار بطريق الصدفة؟
الرئيس: الاختيار لمن كانوا معى يومها على المنصة تم بعناية، وأنا سعيد بإنجازات هؤلاء الرياضيين، وسوف ألتقى البعثة المصرية قريبا ومنهم الفائزون بالميداليات. وبصفة عامة أنا سعيد بشباب مصر، وسوف ألتقيهم فى حوار مفتوح فى المؤتمر العام للشباب الذى نعد له ليعقد بشرم الشيخ فى نهاية سبتمبر أو أوائل أكتوبر المقبل.
المرأة المصرية تحتل مساحة كبيرة فى اهتمامكم.. نسمع أن هناك أخبارا سارة لها؟
الرئيس: بصراحة نحن نجهز للمرأة المصرية ما يليق بها. وعلينا أن نتذكر أن هدف بقاء الدولة المصرية وتثبيت دعائم الدولة لم يغب عنها أبدا وربما غاب عن مثقفين ونخب. هذا لأنها رأت ما الذى حدث لأطفال فى دول من حولنا، ولم تنس ما رأته.. ودعونا ننتظر ما سنقوم به فى هذا الشأن.
سيادة الرئيس.. طالعنا مشروع قرار عرض على الحكومة لإنشاء وكالة فضاء مصرية.. متى يتم تدشين الوكالة؟
الرئيس: هذا الملف تأخرنا فيه كثيرا.. وحان الوقت لإنجازه. ولابد من كيان ينظم هذه المسألة. وهذا القرار هو خطوة أولى على طريق هذا الصرح الكبير.
تحدثت سيادتك عن الحاجة إلى أفكار خلاقة غير تقليدية لحل المشكلات الجماهيرية.. هل هناك أمثلة لهذه الأفكار تم الأخذ بها؟
الرئيس: نعم فى قطاع الصحة، فقد استطعنا إلى حد كبير حل مسألة بفكرة بسيطة.. بدأتها فى القوات المسلحة حينما كنت قائدا عاما، فقد عرض علىَ ضابط فكرة شراء المعدات الطبية اللازمة للقوات المسلحة بصورة مجمعة، وعندما نفذناها أمكن توفير ما بين 40% و 50% من نفقات الشراء المعتادة.
وحين توليت الرئاسة، استدعيت الضابط وطلبت منه أن يتم شراء المعدات الطبية اللازمة لمستشفيات الدولة بنفس الصورة ومعها المستلزمات الطبية، مما أدى إلى توفير 10 مليارات جنيه.
فعلى سبيل المثال, كانت المستشفيات تشترى الدعامة لجراحات القلب بعشرة آلاف جنيه، وأصبحت قيمتها بأسلوب الشراء المجمع 100 دولار أى أقل من ألف جنيه، وكانت قوقعة الأذن بـ 320 ألف جنيه، وأصبح ثمنها 70 ألف جنيه رغم تغير سعر الدولار، وعممنا الفكرة على الدواء ومنها أدوية الأورام. ومن ثم أصبح لدينا أساس علمى للشراء.
هل هذه الفكرة قابلة للتطبيق فى قطاعات أخرى؟
الرئيس: بالطبع يمكن تطبيقها فى قطاعات أخرى وندرس ذلك.
نأتى لقضية الفساد.. هل تراه منتشرا متجذرا فى مصر، أم أنه ظاهرة عارضة تحتاج إلى أفكار تصفها كثيرا بأنها مبدعة؟
الرئيس: الفساد ليس مجرد الرشوة، إنما هو أيضا الأداء المتواضع. الفساد ليس مجرد أخذ "قرشين"، إنما هو الجشع وإهدار الموارد، والتقاعس والسلبية والإهمال، وعدم القدرة على تحمل المسئولية والعمل.. سوء التخطيط فساد.. سوء التقدير فساد.. سوء التنفيذ فساد.
هناك أيضا مشكلة الانضباط المجتمعى... لماذا يبدو فى بعض الأحيان وجود تهاون فى تطبيق القانون؟
الرئيس: القانون فى رأيى هو استعداد المواطن لتنفيذه واحترامه والملاحظ أن هذا الاستعداد تراجع لدى البعض خلال السنوات الماضية.. فهناك إيجابيات كثيرة لثورة 25 يناير غير أن لها أيضا سلبيات لابد من العمل على تلافيها مثل ظاهرة التعديات على أراضى الدولة والأراضى الزراعية وهى ظاهرة ستؤثر على شكل مصر لمائة عام..
كيف ترى أسباب بعض الحوادث الطائفية التى جرت فى الفترة الأخيرة؟ وكيفية معالجتها؟
الرئيس: نحن بحاجة إلى جهد مجتمعى من جانب مؤسسات الدولة واستيعاب وفهم من مكونات النسيج المصرى، وإننى أتساءل: هل التناول فى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى كان واعيا أم لا.. إذا كان واعيا فإن الآثار تكون أقل... علينا أن نصوب أى أخطاء فى العلاقة داخل النسيج المصرى الواحد، وأن ندرك أن هناك من يحاول إذكاء العبث الذى يتم، وإحداث خلاف داخل النسيج المصرى. لكن مجابهة ذك يتطلب إرادة وقناعة بأن نسيج المجتمع قوى وسوف يزداد قوة.
سيادة الرئيس.. نأتى لقضية الإعلام. نسمعك فى الفترة الأخيرة تعتب على الإعلام، هل يضيق صدرك أحيانا بحرية الرأى والتعبير؟
الرئيس: أبدا لا يضيق صدرى برأى أو فكر موضوعى. إنما يلفت نظرى أن أجد من يتكلمون عن موضوعات دون تدقيق للمعلومات، أو يتحدثون فى مسائل تتعلق بأمن البلاد على غير أساس من حقائق، أو يناقشون قضايا دون دراية أو خبرة. نحن نريد لتجربتنا الديمقراطية ولإعلامنا أن يكون على مستوى المسئولية الوطنية.
وبصراحة أنا لا أعتبر كل ما يقال فى الإعلام الخارجى مؤامرة علينا، إنما هو انعكاس لبعض ما نقوله فى إعلامنا. يكفى أن أقول إننا عندما سألنا الإيطاليين: على أى أساس وجهتم الاتهامات للشرطة بقتل الشاب الإيطالى ريجينى؟.. قالوا: على أساس ما نشر فى وسائل إعلامكم!
إننى أريد لكل مؤسساتنا النجاح... الإعلام والقضاء والشرطة وغيرها من المؤسسات... لأن ذلك فيه نجاح لمصر كلها.
سيادة الرئيس.. اسمح لنا أن نسألك مجموعة من الأسئلة السريعة..
ما هو آخر كتاب قرأته؟
الرئيس: كان للأستاذ الكبير الراحل محمد حسنين هيكل. أنا قرأت كل كتب هيكل. بل كل مقالاته ومحاضراته وندواته. وليس معنى هذا أننى لا أقرأ لغيره. هناك من جيله كثيرون كالأستاذ جمال حمدان صاحب "شخصية مصر" التى أعيد قراءتها من وقت لآخر وكذلك الأستاذان أنيس منصور وموسى صبرى، وكتاب الرواية والمفكرون الكبار وغيرهم. وليس معنى أنك تفضل القراءة لكاتب معين، أن كل رؤاه تتفق مع رؤيتك.
هل اختلفت الصورة التى وجدت عليها حال البلاد عندما توليت الرئاسة، عن الصورة التى كنت تعلمها حينما كنت مديرا للمخابرات الحربية؟
الرئيس: لا اختلاف فى الصورة.
نعلم أن الزمن لا يعود للوراء.. لكن لو عاد الزمن هل تستجيب لرغبة الشعب وتترشح للرئاسة؟
الرئيس: لا يمكن أبدا أن تكون هناك إرادة للمصريين ولا أتجاوب معها.. من أنا أمام إرادة المصريين؟!.. إننى رهن إرادة الشعب.
تتحدث كثيرا عن مدة رئاستك على أنها 4 سنوات.. ماذا لو طلب منك الشعب أن تعلن خوضك الانتخابات لمدة ثانية؟
الرئيس: ارجعوا إلى إجابتى السابقة.
خلال العامين الماضيين.. ما هو أكثر يوم شعرت فيه بالسعادة؟
الرئيس: يوم 6 أغسطس 2015 يوم افتتاح قناة السويس الجديدة.. "ما تعرفوش العالم كان ينظر إلينا إزاى".
أين ذهبت روح شق قناة السويس الجديدة؟
الرئيس: روح قناة السويس تسرى فى كل مكان. هناك 4 أنفاق يجرى حفرها تحت قناة السويس.. وأنا متابع صعب، لكل المشروعات، أكلم المسئولين فى كل وقت.. واسألوهم.
الروح موجودة.. لكن الرصد ليس على نفس مستوى ما يجرى.
ما هو الموقف الذى ملأك بالغضب؟
الرئيس: طبعا عندما يسقط شهداء مثلما حدث فى سيناء وفى ليبيا.
لماذا تأخرت حركة المحافظين؟
الرئيس: لم تتأخر. كان يمكن أن نعين محافظا للقاهرة فى المكان الذى خلا بتعيين وزير النقل. لكننا انتظرنا حتى تشمل الحركة مجموعة من المحافظين.
كيف تقيم أداء الحكومة؟
الرئيس: المهندس شريف إسماعيل من أكفأ رؤساء الوزراء. ولدينا فى الحكومة وزراء عالميون كالدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، ووزراء أكفاء آخرون.
هل أنت راض إذن عن أداء كل الوزراء؟
الرئيس: المرحلة تحتاج من البعض أداء أكثر تميزا.
هل هناك نية لإجراء تعديل فى حقيبة وزارية أو أكثر؟
يصمت الرئيس.. ويبدو صمته إجابة وافية.
هناك من يظن أن دائرة لقاءاتك محدودة، خاصة أن ما يعلن عنها يقتصر على مسئولين أو رؤساء وضيوف أجانب.. هل تلتقى شخصيات بعيدا عن دائرة الضوء؟
الرئيس: بالطبع.. ألتقى سياسيين واقتصاديين من مختلف الاتجاهات والمدارس الفكرية، وأستمع إليهم لأنى أحب أن أستفيد، وليست عندى مشكلة أن أجد بعض الناس تطرح تصورات معينة فى بعض القضايا.. وقطعا ليست كل لقاءاتى معلنة.
هل تقابل أناسا عاديين من البسطاء؟
الرئيس: بصراحة.. البسطاء بصفة خاصة يذهلوننى بفهمهم ورضاهم ودعائهم.. وأقسم بالله أن الانطباع الذى أراه منهم غير الانطباع الذى يتشكل بأن الناس غضبانة أو زعلانة. أنا بسيط وهم بسطاء.
ما الرسالة التي تلقيتها أو الموقف الذي صادفته وتأثرت به؟
الرئيس : هو المجموعة التي كانت تستقل أتوبيسا في الإسكندرية وتوقفوا حينما شاهدونى وقالوا لى: ماتخافش... تأثرت لأنى شعرت بأنهم يريدون أن يقولوا: نحن معك ومع مصر.
إذا أصدرت قرارا واكتشفت أنه خاطئ، هل تجد غضاضة فى الرجوع عنه؟
الرئيس: أبدا.. لا أجد أى غضاضة في ذلك.
هل اتخذت قرارا.. ثم شعرت بقدر من الندم؟
الرئيس: نعم.. لكن لا داعى لذكر القرار.
ما هو القرار الذى لم تتخذه فى حينه وقلت بعدها إنه كان لابد أن تتخذه وقتها؟
الرئيس: لا يوجد.
التاريخ سوف يكتب عن عبدالفتاح السيسى.. هل تفضل أن يشير إليك كبطل شعبى استجاب لإرادة الجماهير، أم إلى الرئيس صاحب مشروع بناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة؟
الرئيس: عن الإنسان الذى خاف على أهله وناسه وبلده، وبذل كل ما يستطيع من جهد من أجل وطنه.
الشعب يطلب منك الكثير.. ما الذى تطلبه من الشعب؟
الرئيس: أن يستمروا فى خوفهم على بلدهم، ويصبروا، ولا يتخلوا عنه.
هل مازلت على تفاؤلك رغم كل المصاعب؟
الرئيس: مازلت على تفاؤلى
ما هو السبب؟
الرئيس: هذا سر بينى وبين ربى.
قلت إن مصر أم الدنيا حتبقى قد الدنيا.. هل مازلت على مقولتك..؟
الرئيس: بفضل الله مصر قد الدنيا.
سيادة الرئيس شكرا لكل هذا الوقت الذى منحته لنا.. وشكرا على سعة صدرك..