ففي سوهاج بدأ حلم السوهاجية أخيرا في الخروج من الوادي الضيق الي آفاق التنمية الرحبة يتحقق بعد أن ظلوا اكثر من 17 عاما يطالبون بالتوسع في اتجاه محافظة الوادي الجديد غربا بعد أن ضاقت مساحة المحافظة بسكانها الذين تعدوا الأربعة ملايين نسمة، الأمر الذي أدي الي ارتفاع اسعار الاراضي و القيمة الايجارية للوحدات السكنية بشكل كبير و ضعف نصيب الفرد من الزراعات.
ويؤكد اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج ان الترسيم الجديد للمحافظات يساهم في عمليات التنمية الشاملة و تحسين الخدمات و اقامة المشروعات خاصة بمحافظة سوهاج مشيرا الي أن هذا المشروع قد تأخر 100 عام عن تنفيذه ، ومضيفا أن الرئيس السيسي قد حقق حلم أبناء سوهاج ليس فقط بزيادة 30 كيلو متر مربع كما كان يتمني ابنائها، و لكن بزيادة 130 كيلو متر مربع بنسبة 222% علي مساحة 28 ألف و 874 كيلو مترا مربعا بدلا من 5 آلاف و 957 كيلو مترا مربعا بحيث يمكننا أن نقيم محافظة أخري حديثة مخططة بشكل علمي ومدروس وموازية للمحافظة الحالية لجذب المستثمرين والعمالة لتصبح من المحافظات الصناعية والزراعية والمصدرة، بعد ان أصبحت طاردة للسكان و أن الامتداد علي البحر الاحمر سيساعد علي انشاء مواني جديدة و سهولة الوصول للمحافظة برا و بحرا موضحا أنه سيتم انشاء 3 طرق جديدة هي طريق سوهاج - الوادي الجديد بنحو 100 كيلو متر تقريبا، وطريق رأس جمشة بالإضافة الي ازدواج طريق سوهاج - البحر الاحمر مما يتيح اقامة العديد من المشروعات الزراعية والصناعية كمناطق المحاجر واستصلاح أراضي ومشروعات تسمين و قري نموذجية منتجة و حل المشكلة السكانية التي تفاقمت خلال السنوات الاخيرة ،واضاف المحافظ انه سيتم اعداد دراسة للمشروعات التي يمكن اقامتها بالفعل علي أرض الواقع و المقترحات التي تحقق مكاسب اقتصادية لسوهاج وعرضها علي الرئيس السيسي خلال شهر من الآن لنبدأ التنفيذ فور العمل بالترسيم الجديد.
و اكد الدكتور علي مسعود الخبير الاقتصادي و استاذ الاقتصاد بجامعة سوهاج ان المحافظة ستحقق الكثير من المكاسب الاقتصادية بعد الترسيم الجديد للمحافظات والتي تتضمن 5 محاور أساسية أولها الموقع الجغرافي علي البحر الاحمر حيث ان مجرد خلق منفذ للمحافظة علي البحر الاحمر يضع محافظة سوهاج ضمن الاقاليم المطلة علي البحار، والتي اثبتت الدراسات الاقتصادية بأن مقومات التنمية الاقتصادية لتلك الاقاليم تفوق بكثير مقومات النمو للتنمية بالاقاليم الداخلية، وثانيها الاستفادة من الثروات المعدنية للصحراء الشرقية حيث ان عمل شبكة طرق داخل المناطق الجديدة بالصحراء الشرقية يؤدي الي نقلة نوعية في كشف واستخراج المواد التعدينية للصحراء الشرقية ، وثالثها وضع محافظة سوهاج علي الخريطة السياحية حيث ان اقامة منتجعات وقري سياحية علي البحر الاحمر تابعة للمحافظة يعمل علي انعاش السياحة للمناطق الاثرية المنتشرة علي طول المحافظة وبالتالي سوف يترتب علي ذلك تغيير هيكل اقتصاد محافظة سوهاج من اقتصاد قائم علي الزراعة فقط الي اقتصاد قائم علي السياحة والصناعة ، و رابعها ان الموقع الجديد يمكن المحافظة من ان يكون لديها مينا
بحري وميناء جاف مما يؤدي الي نقلة نوعية في حجم ونوعية الاستثمارات للمحافظة، خامسا يمكن الترسيم الجديد من عمل تجمعات سكنية حول شبكة الطرق الجديدة في اتجاه البحر الاحمر مما يؤدي الي حل مشكلة عدم توافر الارض الصالحة لاقامة تجمعات سكنية لها بنية اقتصادية للمحافظة.
وفي المنيا ..يقول اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا إن مساحة 8% التي سيتم استقطاعها من إجمالي مساحة المحافظة عقب ترسيم حدود المحافظات هي مساحة جبال رملية تقع أقصي غرب المنيا ، وهي الحد الجغرافي الفاصل بين حدود المنيا الغربية ومحافظة «الواحات» إحدي المحافظات الثلاث الجديدة وهي غير مأهولة بالسكان لعدم إمكانية العيش بها في التوقيت الحالي .
وأضاف المحافظ في تصريحات له ـ عقب الاجتماع الذي عقد مع اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية والخاص بترسيم حدود المحافظات ـ أن المساحة التي سيتم زيادتها لمحافظة المنيا ستقع أقصي شرق المحافظة وحدود البحر الأحمر شرقا وهي منطقة محاجر « رخام وجرانيت ورملة بيضاء »وهي إضافة هامة للمحافظة ستفتح المزيد من فرص التنمية بها.