المصدر: جريدة اليوم السابع 4/4/2016
سوهاج - محمود مقبول
أنهت مديرية أمن سوهاج أمس الأحد، خصومة ثأرية بين عائلتى "حمزة" و"هريدى" بناحية الصلعا دائرة مركز سوهاج، والمحرر عنها المحضر رقم 7866 جنايات مركز سوهاج لسنة 2011، والناجم عنها مقتل جمال.إ.م.ح، 26 سنة عامل، ويقيم بذات الناحية، ينتمى للعائلة الأولى، وأُتهم فـى مقتله عمر.ص.ج، 35 سنة، عامل، ينتمى للعائلة الثانية.
وجاء هذا التصالح تفعيلاً لمبادرة سوهاج خالية من الثأر عام 2016، والتى أطلقها اللواء أحمد أبو الفتوح، مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، والعميد خالد الشاذلى، مدير إدارة المباحث الجنائية.
وأقيم الصلح بمشاركة الشيخ محمد ذكى رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، والعميد ماجد مؤمن رئيس مباحث المديرية، والدكتور أحمد حمادى وكيل منطقة سوهاج الأزهرية، والعقيد وائل جمال مأمور مركز سوهاج، وأعضاء مجلس النواب ورجال الدين الإسلامى والمسيحى، وذلك داخل سرادق كبير بقطعة أرض فضاء بذات الناحية بحضور "4000" شخص من أهالى القرية والقرى المجاورة، وقدم المتهم القودة "الكفن" لأهلية المجنى عليه من عائلة حمزة، والقسم على كتاب الله بأن يكون صلحاً جدياً وناهياً للنزاع القائم بينهم، تحرر عن ذلك المحضر رقم 2274 إدارى المركز لسنة 2016.
وقال الشيخ محمد زكى، إن تحقيق الأمن والاستقرار بين العائلات المصرية هدف نسعى إليه من خلال لجنة المصالحات بالأزهر لوقف النزاعات التى لا تجلب إلا الدمار والخراب وحذر فى كلمته من دعاة الفتنة الذين يعملون على تدمير الأسر والعائلات، قائلاً لهم: من ساعد على قتل مؤمن فهو آيس من رحمة الله، وأشاد بالجهود التى يبذلها رجال الأمن ومساعدة الأزهر لحل هذه الخصومات. وشدد ذكى، على أن من يتخذ الثأر مسيرة له فهو خاسر، ومن استطاع أن يقهر نفسه وشيطانه فهو الإنسان القوى، مؤكدًا أن اقتناء السلاح أمر يدمر المجتمع، فالقوى الذى يصفح أما الإيذاء والقتل لا يعبر عن القوة، فالقوى من يمد يده للعفو لا من ينتقم لنفسه.
وقال اللواء أحمد أبو الفتوح، إن لدينا خطة طموحة للقضاء على عادة على الثأر ونزيف الدماء من محافظة سوهاج عام 2016، مؤكدًا أن الأمن رسالتنا من أجل تحقيق السلام والاستقرار بين جميع العائلات وإنهاء جميع الخصومات الثأرية بالمحافظة. محذرًا دعاة الفتن قائلاً، لن أترك أحدًا يعوق جهود المصالحات، مشيدًا بالمرأة السوهاجية التى استجابت لنداءات الصلح وساعدت الرجال على إتمامه.
ومن جانبه قال العميد خالد الشاذلى مدير إدارة المباحث الجنائية، إن المبادرة نموذج عملى لثقافة المصالحات، وأن هذا الصلح نظرًا لصعوبته فهو يخصه شخصيًا، وأكد أننا مع الجميع من أجل المصالحة ومن أجل الحفاظ على الأمن العام وعلى الأملاك العامة والخاصة والأرواح، موضحًا أن للشرطة ذراعين أحدهما من حرير والآخر من حديد تتعامل بكل لطف مع الملتزمين بالقانون، بينما تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الخروج على القانون.
وأوضح الشاذلى، أننا لن نترك خصومة ثأرية موجودة إلا ونسعى وراءها ونقوم بتقريب وجهات النظر بين أطرافها حتى نصل إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين، والاتفاق على إتمام الصلح بينهما، وهذه المبادرة هى نقطة الانطلاق لإرساء قواعد السلام والمحبة على مستوى المحافظة، من أجل السلام والأمن المجتمعى. هذا وقد اتخذت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، كافة الإجراءات اللازمة لتأمين عملية الصلح بعد الدفع بمجموعات قتالية وبوابات إلكترونية للكشف عن الأسلحة والمعادن، برئاسة الرائد محمود جلال الشريف رئيس مباحث مركز شرطة سوهاج، ومعاونيه من ضباط مباحث المركز، وبإشراف العميد عبد المجيد رضوان مفتش مباحث المنطقة المركزية والعميد منتصر عبدالنعيم، رئيس فرع الأمن العام والعميد محمود حسن مفتش الأمن العام.