المصدر: جريدة الاهرام 10/8/2014

كتب ـ أحمد موسي:

شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن الوطن يواجه خطرا حقيقيا، وتحديات مهمة، وأن الإعلام لابد أن يقوم بدوره فى نشر الوعي،وتصحيح وتوضيح المفاهيم للجماهير، خاصة أن المنطقة تمر بأصعب أحوالها الآن، موضحا أنه يجب على الإعلام كشف حقيقة المخاطر التى تتربص بمصر، وأن نضع مصلحة الوطن نصب أعيننا، رغم وجود مساحات كبيرة للرأى والرأى الآخر.

وقال ـ خلال لقائه مع الإعلاميين أمس ـ إنه إذا وقعت مصر فلن تعود مرة أخري، وعلى الجميع النظر إلى ما جرى فى الصومال، وأفغانستان، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع هزيمة الشعب المصرى، وأنه طالما فى مصر جيشا وشعبا وقضاء وشرطة، فلا تخشوا أى تهديد لأنهم جميعا صمام الردع، وفى هذا السياق أوضح أنه كان بالإمكان القضاء على البؤر الإرهابية فى سيناء خلال أيام، لكن العمليات التى نقوم بها وقوات الجيش والشرطة تهتم بالمحافظة على حياة الأبرياء من المواطنين.

وفى إجاباته على أسئلة الحاضرين، من رؤساء القنوات الفضائية والتليفزيون المصرى ومقدمى برامج التوك شو، أوضح الرئيس أنه سيفعل كل شيء من أجل إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها، مؤكدا أنه لانية لتأجيلها، لأنها تتم وفقا لخريطة المستقبل، مطالبا الشباب بأن يكون لهم دور كبير فى هذه الانتخابات، وناشد المصريين حسن الاختيار ليأتى البرلمان الجديد معبرا عنهم.

وقال السيسى إن البرلمان المقبل له صلاحيات ضخمة طبقا للدستور، ولن تتدخل مؤسسة الرئاسة أو الرئيس فى أعماله.

ونفى، أن تكون القوات المسلحة قد اشتركت فى توجيه ضربات خارج الحدود، مشيرا إلى أن ما يهمنا هو مسئولية القوات المسلحة فى الدفاع عن أمننا القومي، وأن الحسابات مرتبطة دائما بالمصالح القومية للوطن.

وخاطب الرئيس الإعلاميين بقوله: لا أريد أن ينشغل الشعب بالخارج، بل أطالبهم بالتماسك والوحدة فى الداخل، واتركوا الخارج، فنحن نعرف كيف نتعامل معه.

وأكد بحسم أنه لا يتدخل فى أعمال القضاء، لأن القضاء المصرى يحظى بتقدير واحترام الجميع، وحول أزمة الكهرباء أوضح السيسى أن هذا الموضوع يؤلمه جدا، مشيرا إلى أنه يتم العمل على إيجاد الحلول اللازمة لمواجهة انقطاع التيار، ولكن هذا الأمر لن يحل فى يوم وليلة، ويحتاج إلى فترة زمنية لعلاج المشكلة بالكامل، لأن شدة الحرارة تؤثر على كفاءة المحطات، وهى واحدة من التحديات الكثيرة التى تواجه الوطن، فى ظل الأزمات التى ضربت كل قطاعات الدولة، ونعمل على ترميمها، وأن حلها يحتاج لمساعدة المواطنين.

وعن قناة السويس الجديدة، قال السيسى إن المشروع سينفذ فى الموعد المحدد ـ وهو 12 شهرا ـ وأنه يتابع بنفسه يوميا تطورات عملية الحفر، وسيذهب إلى الموقع بصفة مستمرة فى أوقات مختلفة ليتابع العمل على الطبيعة.

وأضاف أن القوات المسلحة مسئولة أمامى وأمام الشعب لإنجاز المشروع فى التوقيت المحدد، وهى قادرة على ذلك، لأننا نعطى طاقة أمل للشعب.

وحول أزمة سد النهضة، أكد الرئيس وقوف مصر وشعبها خلف أعمال التنمية فى إثيوبيا مقابل ألا يؤدى ذلك إلى الإضرار بالمصالح المصرية.

وحول فكرة المصالحة، أوضح الرئيس أنها بدأت مع بيان 3 يوليو 2013، ولم يكن ذلك عن ضعف، ولكن لمصلحة الوطن، فالهدف كان مصالحة المجتمع مع نفسه وليس مع أحد بعينه.

وأشار إلى أنه طوال الفترة من 3 يوليو حتى 14 أغسطس 2013 لم تتخذ أى إجراءات، وكل ما جرى تم فى إطار شديد من الانضباط والسلامة.

وقال الرئيس: ضميرنا مستريح، ونحن لم نقتل أحدا، فى حين كان الطرف الآخر وقياداته الدينية تسعى للصدام مع الشعب، ولو كانوا جاءوا فى اليوم التالي، ووافقوا على المشاركة مع الشعب فلم تكن هناك ثمة مشكلة، وقد ثبت يقينا أنهم لا يملكون شيئا للشعب أو للوطن، وكل ما لديهم فقط هو ما يرتكبونه على الأرض.

وعن تداعيات مشكلة الاعتداء على أطفال دار أيتام مكة، تساءل السيسى عن عدد الأطفال الذين تهدر كرامتهم فى الشارع يوميا، مشددا على أنه ليس من الانسانية، أو الوطنية، أو الأخلاق، أن نترك هؤلاء مهملين بهذا الشكل، وعلينا التصدى لهذا الأمر من خلال المجتمع، وتوفير القدرة المالية لحل هذه المشكلة.

وأشار إلى أنه إذا حدثت تجاوزات فى 10% من الجمعيات مثلا فعلينا تصويبها، وليس هدمها.