المصدر : بوابة اليوم السابع 21/1/2025
كتب – محمود مقبول
التعليم من أهم الركائز التى يرتكز عليها أى مجتمع يسعى للتقدم والازدهار، حيث يشكل محورًا رئيسيًا لتحقيق التنمية المستدامة وبناء الإنسان القادر على مواجهة تحديات العصر وفى هذا السياق، أولت القيادة السياسية فى مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتمامًا بالغًا بتطوير النظام التعليمى فى كافة أنحاء البلاد، وركزت بشكل خاص على التعليم ما قبل الجامعى كأحد الأسس الرئيسية التى تقوم عليها خطة بناء مصر المستقبل.
وتجلى هذا الاهتمام من خلال مجموعة من المبادرات والإجراءات التى هدفت إلى تحسين جودة التعليم وتطوير بنيته التحتية وتوفير بيئة تعليمية ملائمة تسهم فى تنمية القدرات الفكرية والعملية للطلاب وعلى مدار السنوات الماضية، تم تخصيص استثمارات ضخمة لقطاع التعليم، حيث شهدت البلاد تنفيذ مشروعات متعددة فى مختلف المحافظات بهدف القضاء على الكثافة الطلابية داخل الفصول الدراسية، وتوفير فرص تعليمية متساوية لجميع أبناء الشعب المصرى، وخاصة فى المناطق الأكثر احتياجًا.
ولعل أبرز هذه الجهود تمثل فى إنشاء عدد ضخم من المدارس على مستوى الجمهورية، وذلك استجابة للاحتياجات المتزايدة فى العديد من المناطق الريفية والحضرية فقد أُعطيت الأولوية لتطوير المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، التى كان يعانى فيها الطلاب من الزحام الشديد داخل الفصول الدراسية، وهو ما كان يؤثر سلبًا على جودة العملية التعليمية.
وفى هذا الإطار، تبرز محافظة سوهاج كنموذج حى لهذه الجهود المبذولة فى تطوير التعليم، حيث شهدت المحافظة تنفيذ عدد من المشروعات التعليمية التى تمثلت فى بناء مدارس جديدة فى مختلف مدن وقرى المحافظة ففى عام واحد فقط، تم إنشاء 12 مدرسة جديدة فى سوهاج، تضمنت 103 فصول دراسية بتكلفة إجمالية بلغت 155.65 مليون جنيه وكان الهدف من إنشاء هذه المدارس هو تخفيف العبء عن الفصول الدراسية، حيث تم اختيار المواقع بناءً على التوزيع السكانى والكثافة الطلابية.
وضمن هذا الاتجاه، هناك أيضًا 16 مدرسة أخرى قيد الإنشاء فى المحافظة، تضم 178 فصلًا دراسيًا بتكلفة إجمالية تبلغ 406.6 مليون جنيه، كما يجرى العمل على استلام مواقع 8 مدارس جديدة ستضيف 165 فصلًا دراسيًا آخر، بتكلفة إجمالية تصل إلى 499.9 مليون جنيه وبالتالى، يكون إجمالى عدد المدارس المستلمة والجارى العمل بها فى محافظة سوهاج 36 مدرسة، تضم 546 فصلًا دراسيًا، بتكلفة بلغت 1.62 مليار جنيه، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة فى هذا القطاع.
تُظهر هذه الأرقام بوضوح حجم الجهود المبذولة فى تحسين جودة التعليم فى مصر، وهو ما يترجم بشكل عملى التوجهات الرئاسية التى تهدف إلى بناء مصر الحديثة. وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عدة مناسبات على أهمية التعليم فى بناء المجتمع، مشيرًا إلى أن الإنسان المصرى هو أغلى ما تملك مصر، وأن بناء الإنسان من خلال التعليم يعد من أهم أولويات الدولة. كما أشار إلى أن مصر تمتلك ثروات بشرية قادرة على تحقيق التقدم، لكن ذلك يحتاج إلى تطوير التعليم ليواكب متطلبات العصر، ويعد من الضرورى ربطه بالاحتياجات الفعلية لسوق العمل المحلى والدولى.
هذه الرؤية السياسية تؤكد على أن التعليم لا يمثل مجرد عملية تلقين للمعرفة، بل هو عملية تهدف إلى تشكيل عقل الإنسان المصرى، وتعليمه كيف يفكر وكيف يبدع، بالإضافة إلى تزويده بالمهارات التى تساعده على التفاعل مع متغيرات العصر، سواء على المستوى المحلى أو العالمى.
وتحقق فى قطاع التعليم على مدى السنوات الأخيرة يعكس التزام القيادة السياسية بتوفير فرص تعليمية عالية الجودة لجميع المواطنين، فقد تم تخصيص موارد ضخمة لهذا القطاع، وشهدت العديد من المناطق تحسنًا ملحوظًا فى الخدمات التعليمية، مما يساهم فى تعزيز القدرة التنافسية للمجتمع المصرى على كافة الأصعدة ومن خلال هذه الجهود، تسعى مصر إلى تحقيق رؤية 2030، التى تركز على بناء مجتمع متعلم ومبدع قادر على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة فى مختلف المجالات.
ويظل التعليم واحدًا من أهم العوامل التى تساهم فى نهضة الأمم وتطورها وفى ضوء الجهود المستمرة التى تبذلها الدولة المصرية فى هذا المجال، يبدو أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو بناء جيل جديد من الشباب القادر على إحداث الفارق فى المجتمع، والمساهمة الفعالة فى بناء مستقبل مشرق للأمة المصرية.