المصدر : بوابة اليوم السابع 23/10/2024
كتب – محمود مقبول
تستمر المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في تحقيق أهدافها لتحسين مستوى معيشة المواطنين في الريف المصري، حيث تتواصل الجهود في محافظة سوهاج وفق خطط مدروسة تلبي احتياجات المجتمع المحلي.
في قلب هذه الجهود، يبرز مشروع مجمع الخدمات الصناعية بقرية "نجوع بني واصل" بمركز ساقلته تم افتتاح المجمع مؤخرًا، ليكون بمثابة نقطة تحول في حياة الشباب في هذه المنطقة.
يهدف المشروع إلى دعم أصحاب الحرف الصناعية وتوفير فرص عمل للشباب، حيث تم تجهيز المجمع بأحدث الآلات والمعدات اللازمة لتشغيل 30 ورشة صناعية، موزعة على طابقين يتيح هذا المجمع للشباب فرصًا جديدة للتدريب والتأهيل، مما يسهم في تعزيز مهاراتهم ويزيد من فرصهم في سوق العمل.
الخطوات الأولى في تشغيل المجمع بدأت بالفعل، المجمع قد بدأ في استقبال الشباب الراغبين في التدريب على الآلات والمعدات المتاحة يعتبر هذا التدريب عنصرًا أساسيًا في استراتيجية المبادرة، حيث يتيح للشباب فرصة اكتساب مهارات عملية تعزز من قابليتهم للتوظيف في المستقبل ، مما يوفر لهم فرص عمل حقيقية تساهم في تحسين مستوى معيشتهم.
مجمع الخدمات الصناعية لا يقتصر دوره على تدريب الشباب فقط، بل يمتد ليكون منصة لتطوير القطاع الصناعي المحلي تشمل ورش العمل المتاحة في المجمع خطوط إنتاج متنوعة، تشمل إنتاج الشاليموه، وورق الكاشير، وأظرف الخطابات، والكرتون المضلع.
كما يضم أيضًا مشغل خياطة متكامل، مما يعكس تنوع المنتجات التي يمكن إنتاجها في هذه المنشأة تعتبر هذه الخطوط الإنتاجية فرصًا هائلة لتطوير الصناعات المحلية وتلبية احتياجات السوق، مما يقلل الاعتماد على المنتجات المستوردة.
إن التوجه نحو دعم المنتجات المحلية يعكس رؤية أوسع لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتنمية الاقتصاد المحلي. يشكل المجمع خطوة نحو إنشاء بيئة صناعية محلية قوية تستطيع المنافسة مع المنتجات المستوردة، وهو ما يسعى إليه صناع القرار في مصر إن وجود مثل هذه المنشآت الصناعية في القرى يسهم في تغيير النظرة التقليدية حول الريف، ويعزز من قيمة العمل الحرفي والصناعي لدى الشباب.
الأثر الإيجابي لهذه المبادرات يمتد ليشمل تحسين الظروف المعيشية، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التعليم والتدريب المهني. فالشباب الذين يتم تدريبهم في المجمع الصناعي لن يحصلوا فقط على فرص عمل، بل سيكتسبون أيضًا مهارات وخبرات تؤهلهم للنجاح في المستقبل. هذه الجهود تسهم في بناء جيل جديد من العاملين المهرة القادرين على المساهمة في الاقتصاد الوطني.
علاوة على ذلك، تعزز هذه المشاريع من روح التعاون والتكافل الاجتماعي بين السكان عندما يتم توفير فرص العمل والتدريب، يشعر المجتمع بأسره بتأثير إيجابي كما أن تحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية يخلق بيئة أكثر استقرارًا وازدهارًا، مما يشجع على استثمارات جديدة ويعزز من التنمية المستدامة في المنطقة.
تعتبر مبادرة "حياة كريمة" خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة في الريف المصري، حيث تعمل على معالجة مشكلات الفقر والبطالة، وتوفير فرص اقتصادية حقيقية. إن التزام الدولة بتطوير الريف يعكس رؤية شاملة تهدف إلى تحسين نوعية الحياة لجميع المواطنين، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
تستمر هذه الجهود في رسم ملامح مستقبل أفضل لشباب الريف المصري، حيث توفر لهم الفرص اللازمة للتدريب والعمل، وتعزز من جودة حياتهم بشكل عام من خلال دعم المشاريع المحلية وتوفير الخدمات الأساسية، تتجلى رؤية مصر نحو التنمية الشاملة والمتكاملة التي تسعى لتحقيقها في مختلف المجالات.
مع استمرار تنفيذ المبادرة، تتضح النتائج الإيجابية على أرض الواقع، مما يبعث الأمل في قلوب الشباب وأسرهم إن هذا النهج المتكامل لتطوير الريف المصري سيشكل بلا شك نواة قوية لتحقيق التنمية المستدامة، ويعزز من قدرة المجتمعات الريفية على مواجهة التحديات المستقبلية.