المصدر: جريدة الاهرام 20/1/2015
أبوظبي ــ محمد عبدالهادي علام:
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مجمل زياراته للخارج في فرنسا وألمانيا والصين والكويت والسعودية له هدف أساسي وهو إعطاء فرصة للناس للتعرف علي مصر الجديدة, حتي لا يستطيع أحد أن يعزل مصر أو يفكر في ذلك.
وقال الرئيس خلال لقائه مع وفد الاعلام والصحافة المصرية في دولة الامارات, إن مصر سوف تتقدم بالعمل والجهد والعقل والحكمة.
مشيرا إلي أن هناك هدفا آخر أكبر وهو المؤتمر الاقتصادي الذي سوف يعقد في مارس القادم بمدينة شرم الشيخ وأن الإعداد لهذا المؤتمر سوف يحتاج إلي عمل كبير.
وشدد الرئيس علي ان أحد أهداف الزيارة هي الترويج للمؤتمر بما يتناسب مع ما نتمناه بعرض فرص الاستثمار الحقيقية في مصر والتي تعد أحسن عائد استثمار علي مستوي العالم, مشيرا الي دعوته الاشقاء والأصدقاء لتشجيع السياحة إلي مصر حيث إن المناخ آمن والبلد مستقر.
وأشار الي أن الهدف الثالث من مجمل تحرك السياسة الخارجية هو تنسيق المواقف العربية في مواجهة التحديات والمخاطر, قائلا إن المنطقة العربية في أسوأ أحوالها وتحتاج الي أن يقف الأشقاء جنبا الي جنب حتي تستطيع المنطقة العربية ان تتجاوز هذه الفترة الصعبة بأقل الخسائر.
وحول دور الاعلام بأشكاله كافة في هذه المرحلة أكد الرئيس أن حجم المسئولية الملقاة علي عاتقه يزداد يوما بعد يوم, الامر الذي يجب ان يواكبه زيادة الفهم والإدراك لأهمية الدور الذي يقوم به, معربا عن إيمانه بضرورة إتاحة المعلومات وعرض الحقائق كاملة في كل القضايا علي الناس حتي يزيد إدراكهم وفهمهم للواقع, مشيرا الي ان أسباب أزمة البوتاجاز, علي سبيل المثال, تتعلق بنقص الأموال وعدم وجود مستودعات علي مستوي الجمهورية, موضحا أنه لو كانت قد توافرت أموال ومستودعات لم تكن المشكلة قد حدثت أساسا.
وأشار في هذا الصدد الي ان حجم الدين في السنوات الأربع الماضية زاد علي ماكان عليه بمقدار تريليون جنيه ليصل الي2 تريليون جنيه. ولولا وقفة الاشقاء معنا لكان الوضع أسوأ' من أن نعيش اليوم بيومه'.
وأوضح ان التغير الذي شهدته مصر في25 يناير2011 كان حلما وتحقق, وإذا أستمرينا علي الوضع الاقتصادي أكثر من ذلك لغرق البلد بنا جميعا لافتا الي أن حجم الأجور زاد خلال هذه السنوات من70 مليار جنيه الي208 مليارات جنيه سنويا وزاد عدد العاملين بالجهاز الإداري بالدولة بنحو مليون موظف. واستطرد قائلا: ان المخططات ضد مصر مازالت قائمة ولن ننجح في تحقيق الاستقرار والتنمية بدون القوة والاصطفاف الوطني ودور الاعلام في هذا الصد, هو الحفاظ علي الكتلة الوطنية المصرية فالهدف الاستراتيجي لنا جميعا خلال الاربع سنوات القادمة يجب ان يكون الحفاظ علي الدولة كفترة انتقالية بين ما كنا فيه وبين واقع اكثر استقرارا اقتصاديا وأمنيا وسياسيا.
وأوضح أن ما حدث علي مدي الأربعة عقود الماضية في مصر لا يمكن تجاوزه في أشهر قليلة, الامر الذي علي الاعلام ان يتفهمه وقال:' سأحاججكم امام الله يوم القيامة'.
لافتا في هذا الصدد الي أهمية الصدق والموضوعية مثل مشكلات العشوائيات والإسكان والقمامة وغيرها بقول الحقائق وليس فقط بعرض المشكلات التي تجعل الدولة تبدو امام الناس وكأنها تستطيع ولكنها لا تعمل وهذا غير صحيح.
ودعا الرئيس وسائل الاعلام لعرض الحقائق وتعريف حجم المشكلات حتي يتشكل الفهم والوعي الكامل بأبعاد هذه المشكلات, ووعد باتخاذ إجراءات خلال عشرة أيام تتعلق بتواصل المسئولين مع الاعلام لوضعه في موقع يستطيع معه التعامل مع الواقع والحقائق.
وتطرق الي أسباب تأخر حركة المحافظين وقال إن90% من الشخصيات صاحبة الكفاءة تعتذر عن تولي المسئولية لانه يعرف مقدما انه سوف يتعرض للجلد من الاعلام لأسباب ليس له علاقة بها, لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يتردد في الدفع بالشباب إلي مواقع المسئولية لأنهم أفضل وأكثر جرأة وبراءة'.
وكشف في هذا الصدد عن برنامج قومي كبير لإعداد وتأهيل الشباب في كل المجالات ستشرف عليه رئاسة الجمهورية, مشددا علي انه اذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة علي الارض لتوفير فرص حقيقية للشباب فلن تسير الأمور الي الامام بشكل جيد, كما كشف أيضا عن اعداد الحكومة لاحتفال كبير بالذكري الرابعة لثورة 25 يناير وإعداد وزارة الداخلية قائمة كاملة بعدد من الأشخاص سيتم الإفراج عنهم في هذه المناسبة, سواء من الشباب ممن لم يرتكب ذنبا او ارتكب تجاوزا محدودا أو من غيرهم, كما سيتم النظر في كل القضايا المتعلقة بذلك بشكل مجمع.
وشدد الرئيس علي أهمية الرفق في معالجة مشكلات الطبقات التي تعاني الفقر والعوز فهذه المشكلات متراكمة منذ سنوات وتتعلق بإعالة أسر تعاني الفقر وتريد كسب قوت يومها بضمان حياة كريمة, مشددا في نفس الوقت علي انه لا مكان للفرق في التعامل مع قضايا تتعلق بالأمن القومي, وقال' مداواة الجراح لا تتطلب إجراءات حادة الآن'
وحول الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب, أكد الرئيس أن مصر لو تعرضت لسوء ستعاني الكثير من دول العالم من جراء ذلك, مشيرا الي انه قال للمسئولين الأوروبيين قبل عام ونصف العام خلال لقاءاته معهم لو مصر وقعت سيتم اجتياحكم وأضاف : الان هم يدرسون منع المقاتلين من جنسياتهم في دول عربية بمنطقتنا من العودة, وتساءل: الي أين سيذهبون!؟